قيم المؤتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية يوم السبت الأول من تموز 2017 بباريس بكل روعة ونظم وعظمة مدهشه أكدها العدو قبل الصديق. ان اقامة هكذا مؤتمر وبهذه الكمية والنوعية لمعارضة خارج الوطن هي نفسها ان دل على شيء انما يدل على حقائق مهمة وحاسمة حيث تؤكد في الدرجة الأولى قاعدة جماهيرية واسعة واعتبار قل نظيره على الصعيد الدولي تحظى بها المقاومة الايرانية. لأن هكذا قوة ومنظمة تستطيع أن تحشد هذا الكم العظيم والطيف الواسع من الحماة الدوليين يشمله مئات من السياسيين ورجال الحكومة من الطراز الأول دوليا ووفود مشرعين وشخصيات بارزة من 5 قارات العالم رغم تباين في منطلقاتهم الفكرية الا أنهم مجتمعون على شعار وحملة واحدة، هي القوة التي تستطيع تولي توحيد المجتمع الذي مزقه الملالي اربا اربا وأن يعمر من جديد الخراب الذي خلفه الحكام الفاسدون لديكتاتورية ولاية الفقيه. ما قيل ان الصفة المشتركه لكل المؤتمرات السابقة وفي الحقيقة هي المقدرة والنوعية التي ثبت باسم المقاومة الايرانية، غير أن المؤتمر هذا العام لها ميزاتها الخاصة تميزها عن سابقاتها ونريد أن نتناولها في هذا العرض البسيط:
1.هذا كان أول مؤتمر بعد الهجرة الكبيرة والانتصار السياسي والاستراتيجي الذي حققته المقاومة الايرانية وجيش التحرير الوطني في عملية انتقال منظمة للمجاهدين الأشرفيين من سجن ليبرتي الى ألبانيا. أول مؤتمر حضره قادة ومناضلو جيش التحرير الوطني بمثابة القوة الرئيسية للتغيير في ايران على شاكلة جماعية وموحدة واستطاع الجميع من الصديق والعدو أن يروا هذه القوة ويعترفون بذلك مثل جون بولتون «انه لبديل موثوق ضد حكم الملالي وها هو اليوم تمركز في هذه القاعة». الشعب الايراني رأى هذا الرصيد العظيم لنيل الحرية وزاد من أملهم وثقتهم بمستقبل وضاح وناصع لهم أكثر مما مضى.
2.العديد من المتكلمين أشاروا الى هذه القوة وأكدوا حتمية انتصار المقاومة الايرانية لتحقيق قضية ايران حرة.
وقال توم ريتش:«هناك منظمة تنظيمية وحيدة تستطيع أن تكون بديلا ايرانيا». وبدوره قال غينغريتش: عندما لاحظت حافلات الركاب وأرى من هنا عمق الجماهير الحاضرة لايران حرة ملتزمة، أعرف أن هذه الحركة ستسجل في التاريخ أحد القدوات الكبيرة للروحية الانسانية لكسر شر الديكتاتورية».
وأما جولياني فقد قال:«فيما يخص ايران هناك بديل يتمثل فيكم. بديل ديمقراطي قوة للتغيير ومنظم للغاية ومحظوظ بدعم شعبي وشبكة واسعة من الحماة».
3.وأشار هؤلاء المتكلمون الى عامل أساسي آخر ضروري لانتصار كل ثورة وحركة ثورية وهو وجود قيادة فذة تحظى بها المقاومة الايرانية. وقال توم ريتش: السيدة مريم رجوي بوحدها يمكن أن تسطر مستقبل ايران.
جون بولتون: «هناك وجه وحيد يمكن أن يري مستقبل ايران.. ويمكن أن يكون ربيعا جديدا للحرية بقيادة السيدة رجوي». السناتور توريسلي: «في ايران اسم رجوي بمعنى الحرية والأمل لمستقبل أفضل».
لويس فري: «السيدة رجوي هي بطلة كبيرة في دورة الظلام... السيدة رجوي أثبتت جدارتها بقيادة كريستماية فذة في القيادة في أمر نقل المناضلين ». غينغريتش: «السيدة رجوي هي قائدة فذة تقود مرحلة صعبة وتصمد. انها قائدة كبيرة ولهذا السبب انها تحظى بحماة كبار أجلاء. وأما السيدة اينغريد بتانكور المرشح السائق للرئاسة الكولومبية فقد نوهت الى الدور الأممي لمريم رجوي في النضال ضد الارهاب وقالت: «مريم رجوي وبدعم وصمود آلاف مؤلفة من الايرانيين راحت تتحول الى قوة رئيسية ضد الارهاب».
4.العامل الضروري الآخر لانتصار كل حركة ثورية هو وجود تمتعها باستراتيجية ونهج ثوري واضح. ورأينا في هذا المؤتمر كيف أن بعضا من أبرز الشخصيات والسياسيين قد أكدوا وجوده في حضور وتواجد مقاتلي جيش التحرير والأشرفيين المحررين كما ان البعض الآخر قد وضعوا أصابعهم مباشرة على الاستراتيجية وخط اسقاط المقاومة الايرانية.
وقال نيوت غينغريتش بهذا الصدد: «انكم وبشجاعتكم وتضحياتكم وتعهدكم وبالحديث مع الآخرين قد حشدتم جيشا هو الأكبر بالمقارنة بجيشنا في المعركة من أجل الاستقلال... نحن نحمل الأمل الذي تبلور في استراتيجية ”ألف أشرف“ وهذه الطاقة عندما تندلع الاحتجاجات الشعبية ستعم كل البلاد وبشكل منظم».
5.هذا المؤتمر كان أول مؤتمر بعد اثارة حراك المقاضاة من أجل دماء الشهداء ومجزرة العام 1988 حيث أثار زلزالا في داخل نظام ولاية الفقيه وجعل تصاب هندسة خامنئي لمسرحية الانتخابات بالاخفاق. هذه الخصوصية برزت في كلمات عدد من المتكلمين حيث دعا بعض منهم الى محاكمة القادة المجرمين للنظام في محاكم دولية ومعاقبة الجلادين. علامة بارزة لجريمة كان النظام يحاول التستر عليها داخل البلاد من الشعب الايراني ولكنها الآن أصبحت مكشوفة أمام العالم وأخذت مداها.
وقال الأمير تركي الفيصل بهذا الصدد: « أما عمليات الإعدام التي نفذها الجزار النظام الإيراني وذهب ضحيتها آلاف السجناء الإيرانيين عام 1988 فما تزال أصداها تتردد وستبقى لعنة أبدية على هذا النظام وقياداته. وهي تثبت أنهم مجرمو حرب يجب أن يقدموا للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية».
6.أثبت هذا المؤتمر أن المقاومة الايرانية باتت الآن محط آمال الشعب الايراني وطموحاته، بل محط آمال جميع شعوب المنطقة، لأن المنطقة تكتوي بنار الارهاب الناجم عن خميني وأزلامه وأن شعوب المنطقة يتضورون ألما بالدماء والمحن التي خلقها النظام. كما أن وفودا كبيرة ممثلة عن الشعب والحكومة الفلسطينية وممثلين عن المعارضة السورية الجريحة التي هي الضحية اليومية لنظام الملالي وحرسه وميليشياته حضرت المؤتمر. وقال الدكتور نصر الحريري الوجه البارز للمعارضة السورية في اشارة الى هذه الحقيقة: «النظام القاتل الذي ولد وصنع وجذب ورعى الإرهاب الذي هو مصدره ورأسه وسنامه» كما أن مشاركة عدد كبير من المهاجرين وطالبي اللجوء السوريين في مؤتمر فيلبنت خير دليل على حقيقة أنهم يبحثون أملهم في الوحدة والتحالف مع المقاومة الايرانية.
7.ردود أفعال النظام على المؤتمر من أبرز علامات انتصاره واصابة السهم الناري المنطلق من هذا المؤتمر قلب النظام. ردود الأفعال العلنية وتأوهات بيادق النظام ووسائل الاعلام التابعة له بلغ لحد الآن 450 حالة ومازالت متواصلة. وهي خليطة من التآمر واختلاق الأكاذيب وبث الاشاعات في الفضاء المجازي والتشهير للتشكيك في اقامة المؤتمر والى ابداء خوفهم وذعرهم واطلاق تناقضات في الأقوال وحملة هسترية في مواقع التواصل الاجتماعي .. حيث يتطلب دراسة منفصلة لا يتسع هذا المجال ولكن اجماليا هذا الحجم من ردود الأفعال تبين خوف وهلع حكام طهران وأنهم قد تلقوا رسالة هذا المؤتمر التي كانت «اسقاط نظام ولاية الفقيه» بوضوح. كما ان تلفزيون النظام قد أكد بصراحة «ان المحور الرئيسي لهذا المؤتمر... عنون تغيير النظام في ايران». ما جعل خوف النظام يبلغ ذروته هو أن عناصر النظام والاعلام التابع له يعلنون باستمرار ان عددا من الشخصيات المتكلمة في المؤتمر والمشاركين فيه هم من كبار رجال السياسة في الادارة الأمريكية الحالية ومن المقربين من المستشارين والمساعدين لرئيس الجمهورية. وأن ما ورد في صحيفة تابعة لعصابة روحاني هو معبر عن هذا الخوف تماما (تقول صحيفة شرق يوم 3 يوليو: ان سبب كل هذه الحساسيات والنظر في المؤتمر السنوي ل مجاهدي خلق لم يكن اقامته في باريس أو حتى حضور المتشددين الأمريكيين. لأن هذا الحدث قد تكرر في السنوات الثلاثين الماضية كثيرا ولكن ما يكتسي أهمية هذه المرة هي تقلب الأوضاع والمواقف الاقليمية والدولية. تلك الاوضاع التي هي متأثرة بشدة من تغيير الادارة الأمريكية وتبادل السلطة في العربية السعودية. الجمهوريون المتشددون جلسوا هذه المرة في وقت مع مجاهدي خلق حيث مسك دونالد ترامب دفة سياسة الولايات المتحدة في أمريكا».
8.يمكن الاشارة في مقدمة ردود أفعال النظام الى زيارة جبانة وفاشله لوزير خارجية نظام الملالي ظريف الى فرنسا عشية اقامة المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانيه (يومي 29 و30 حزيران). وكانت حكومة حسن روحاني قد وعدت لنفسها أنها تستطيع هذا العام بفضل تجرعه كأس السم النووي وبفضل دبلوماسية الرشوة وتقديم التنازلات من خلال الصفقات الضخمة مع الحكومة الفرنسية الجديدة (منها صفقة النفط مع شركة توتال النفطية بقيمة 5 مليارات دولار) أن تمنع اقامة المؤتمر السنوي للمعارضة، بحيث أفادت مسبقا صحيفة خراسان الحكومية في اعلان كاذب يوم 1 يوليو «الغاء المؤتمر السنوي لمجاهدي خلق (في علاقة مع مفاوضات ظريف في باريس)». الا أنه ورغم هذه الأحلام اليقظة فان الحكومة الفرنسية التي تدرك جيدا النظام المنهار للنظام والاعتبار والمكانة الدولية التى تحظى بها المقاومة الايرانية داخليا ودوليا، لم تقبل حتى اصدار بيان بروتكولي مشترك فيما يتعلق بزيارة ظريف أو حتى اصدار كلمة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية. ان تصريحات ظريف أثناء مغادرته باريس في مطار شارل ديغول الدولي القائلة «اننا نعتبر فرنسا شريكة تجارية محتملة قوية لمستقبلنا ولكننا طرحنا حضور مجاهدي خلق كنقطة غموض في علاقاتنا» تبين بوضوح الوضع المأساوي الذي يعيشه النظام بهذا الصدد. تلك التصريحات التي لاقت استهزاء في داخل النظام الايراني من قبل الجناح المنافس مما خلف فضيحة محاولات حكومة روحاني للملمة ذلك ونفيه من قبل المتحدث باسم وزارة الخارجية مما عرض أكثر مما مضى تخبط وفزع النظام من هذه الضربة السياسية الثقيلة التي تلقاها.
9.ان البث المباشر لوقائع المؤتمر خاصة كلمة السيدة مريم رجوي عبر أكثر من 1700 شبكة تلفازية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية في العالم مثير للاعجاب وكان من السمات البارزة لمؤتمر هذا العام.
10.لا شك أن كلمة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية كانت من السمات البارزة لمؤتمر هذا العام حيث أثبت حقيقة أن المقاومة الايرانية قد اجتازت مرحلة الدفاع ودخلت مرحلة الهجوم الستراتيجي وهذا ما برز بشكل واضح في هذا المؤتمر.
من الحق أن نختم هذا الحديث باقتباس من عبارات وردت في كلمة السيدة رجوي التي تعكس رسالة هذا المؤتمر الكبير في باريس:
لقد أشرقت شمس التغيير على ايران. النظام الحاكم يعيش حالة مرتبكة عاجزة أكثر من أي وقت آخر. المجتمع الايراني يغلي بالاستياء والنقمات الشعبية والمجتمع الدولي اقتنع أخيرا بحقيقة أن المهادنة مع نظام ولاية الفقيه سياسة خاطئة.
- هذه الظروف الساخنة تحمل ثلاث حقائق أساسية لإقرار الحرية في ايران و لتحقيق السلام والأمن في المنطقة:
أولا: ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه
ثانيا: إمكانية إسقاط هذا النظام
ثالثا: وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة للإطاحة بالنظام الاستبداد المذهبي.
No comments:
Post a Comment